وراء كل رجل عظيم امرأة
وسط سكون الليل، يطول حديثُ قلبٍ متقلّبٍ بين صفحات الذكريات، باحثاً حثيثاً عن وجوهٍ راحلة كمستظل تحت شجرة تساقطت أوراقها على مهل، حتى يلقاها كما يلقى الماءُ الماءَ.
رحلت ربة بيت لم تعرفها منابر الخطابة، ولم يسجّل التاريخ حياتها، إلا أنه عرفها من آثارها، فقد رعت سيد الطائفة وأنجبت وربّت خيرة مجتهدي الإمامية، فتفيأ بظلال آثارها الملايين.
امرأة صبرت وصابرت ورابطت كشمعة تكابر الريح، وواكبت أيامها بيقين كيقين الملائكة، حتى جاء أمر الله.
برحيلها فُقدت صفحة أخرى من صفحات الصبر المجهول، الذي عَمُرت به البيوت ونهض به الدين وامتدت به ظلال المرجعية الوارفة.
أما العراقيون وسائر المحبين، فقد اصطفّوا كسدٍّ منيعٍ، قائلين لمرجعهم وأهل بيته: إنكم لستم وحدكم في حزنكم، وإن مصابكم تحيط به قلوب الملايين.
اللهم احفظ سيدنا المرجع بحفظك وأفرغ على قلبه وأهل بيته صبراً وسلواناً، وارحم حرمه واجعل مثواها الجنة واجعلها في رفقة أجدادها محمدٍ وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
- سيعجبك أيضاً

