في حضرة العزاء الفاطمي، يطوي الزمن صفحاته مسرعاً ليمنحك لحظة استثنائية لا تشبه غيرها، لحظة يتقاطع فيها الحاضر مع التاريخ، فيصبح الشعور بالانتماء أكثر من ذي قبل.
هكذا شعرت عند حضوري في العزاء الذي أقامته الحسينية الحيدرية في الكاظمية المقدسة، بعد أن وفقني الله لزيارة الإمامين الكاظمين عليهما السلام.
فالحسينية الحيدرية ليست جدراناً متراصفة ولا سقوفاً متباعدة، إنها ذاكرة تقف على الأرض بشموخ، مائة وخمسون عاماً من الولاء والعزاء للزهراء وآل الزهراء عليهم السلام، حين تدخلها تشعر أن الماضي لم يغادرها بعد، وأن عبق العلماء والخطباء ما زال متشبثاً بأركانها.
كان اللقاء بأخينا العلامة الحجة سماحة السيد علي الحيدري دام تأييده لقاء يترك في النفس طيبة وطمأنينة، رجل يحمل هيبة العلماء ووقار الخدمة، وكأن عطر الضريح المبارك للإمامين الكاظمين عليهما السلام متشبع بعمامته وعباءته، أما الخطيب المفوّه سماحة الشيخ حيدر أبو صيبع الذي نسج من على منبره لوحة فكرية ولائية فريدة، من تسلسل سلس للمطالب إلى عبرة صادقة للمصائب، فكان مجلساً زهرائياً مهيباً بحق.
وفّق الله جميع خدمة أهل البيت عليهم السلام، وحرسهم بعينه التي لا تنام.

7 + 7 =