السيد السيستاني ابن الماء وأخ الخبز

السيد السيستاني … ابن الماء وأخ الخبز

قلْ لي من أنت .. من أيّ سماءٍ هبطت، هل تعثّرت الأملاك يوماً فأنزلتك، أم هل أمطر الغيم لؤلؤًا فألقاك، وهل استقبلتك الأرض كما نحن، فشخصك الملائكيّ لم تعتده كثيراً.

هل أنت من أقرباء الشمس، أم من أُسرة النجوم، قل لي – يا سلالة الأنبياء – كيف أخذت من صبر أيّوب، فوقفت بصمتٍ حكيم مع جرحك الصارخ في قلبك بيت الألم في مدينة العلم.

تُحبّنا .. نعلم، نطوف بعينيك سبعًا في كلّ صلاة، نعيش بروحك لحظة بلحظة، فينمو في جسدك وطننا الكبير، رغم أنّا نأتيك كمشلولٍ يمشي على جمرٍ، فتستقبلنا لأنك الريح ولا جدار للريح.

يا روح الحمام … كيف رأيت الجوع وهو يكسرُ جفاف التصبّر، يدخل المدينة لتخرج المدنيّة، فنطقت، فقام الشعب يرسم لوحة التكافل، في معجزة العُشب الأخضر، في وقتٍ كانت الأصوات مناجل تقطف سُنبلنا.

ومن قبلُ كنت ضوءً في صحراء أعيننا، حين تهدّمت السنون بابتعادها عنك، فكنتَ آخر ملاذ حين شحّت الرجال، ولأنّك عَصيٌّ على المعصية، أقبلت إليك الجموع، تنثر الروح فداء صوتك، يقول جمعهم (ونزعنا ما في صدورنا من بُعدٍ حشداً على الساتر متقابلين).

فكنت – وما زلت – نهراً وحيداً وسط القفار، ومن حولك يركض العطش، لأنّك صوتٌ آخر، ونشيدٌ ثانٍ، وقوةٌ مستمرّة، ستبقى فينا منقذاً لكلّ بلاء.

يا نافذة السماء… اعذر صوت كلماتي، فقد قيلت بلسانٍ أخرس.
كاظم الخرسان

14 + 2 =