آخر أنفاس النور
قبل أن تعرف الشمس طريق النور كان نوراً، وقبل أن تبدأ الخليقة مرحلتها كان نبياً وآدم بين الماء والطين.
صوته هدايةٌ من الضلالة، ووجوده نورٌ من الظلمة، يغمر الدنيا سكينة اذا ما تبسم، ويحيي القلوب الميتة اذا مر بها، “طَبيبٌ دَوّارٌ بِطِبِّه، قَد أحكَمَ مَراهِمَه، وأحمى مَواسِمَه”.
هو الكلمة الطيبة التي زرعها الله في عطش الأرض، وسقاها بوحيه لتثمر حباً وعدلاً ورحمةً.
وهو اليتيم المحاصر في مكة الذي فتح للناس أبواب السماء قبل أن يفتح لهم مدائن الأرض، كان أمةً في رجل، ورسالة لن تغيب.
وما أن جاء أمر الله ونفد نصيب الأرض من ظله الوارف، وأطبقت أجفانه في ساعته الأخيرة، حتى أطبقت الدنيا بسوادها على أهل بيته، واختنقت الأرض بعد تنفسها، وغفى المسلمون بعد افاقتهم.
فسلام عليك يا جدّاه، وأنت تتحدى الجاهلية بقرآنك، وتحطم الأصنام بيد أخيك، وسلام عليك وأنت تعلمنا أن الدين حياة والقوة عدل والعزة رحمة.
- سيعجبك أيضاً
